الاثنين، 3 مارس 2008

الجمال الحزين

الجمال الحزين

قصة محمود البدوى


ذهبت إلى الإسكندرية فى شهر أكتوبر الماضى .. وأخذت معى مفتاح بيت عمى عبد اللطيف فى حى مصطفى باشا وقد اعتدت أن أقضى فى هذا البيت الشهر الأخير من الصيف وحدى لأريح نفسى وأعصابى بعد العمل الشاق .. على مدار السنة ..

وبلغت المنزل بسيارتى فى الساعة التاسعة مساء .. ووجدت النور الكهربى مقطوعا والتراب يغطى الأرض كأنه بساط .. ومع ذلك قررت أن أنام فى البيت مهما كانت الظروف لأنى أكره الفنادق والبنسيونات فى هذه المدينه ورأيت أن أستعين بشمعة لأهيئ لنفسى فراشا فى أى مكان ..

وقرعت باب ( مدام مارى ) صاحبة الفيلا الملاصقة لبيت عمى وكانت من معارفى .. ولم تفتح هى الباب .. ووجدت بدلها سيدة متوسطة العمر مصرية الملامح والنظرات ..

وسألت عن المدام فقالت لى بأنها باعت الفيلا وسافرت إلى بلادها منذ ثلاثة أشهر .. واعتذرت لإزعاجها .. وعرفتها بشخصى .. وبالنور المقطوع .. فجرت إلى الداخل وعادت تحمل مصباحا صغيرا .. وشكرتها ..

ودخلت البيت لأنام .. وفى الصباح أعدت إليها المصباح وأنا أكرر الشكر .. وجئت بمن نظف البيت وأعانتنى السيدة نعمات بخادمتها لتخرج الفراش إلى الشمس وتقدم لى ما أحتاج إليه .. شكرتها وأنا أشعر بالخجل .. فلما قالت أن زوجة عمى عبد اللطيف هى أعز صديقة لها .. تركت الأمور تجرى ..

ونمت فى الليلة التالية مستريحا ومرت الأيام .. وأصبحت أرى الجارة نعمات فى حديقة منزلها الصغير أو فى المطبخ .. أو فى شرفة البيت الخارجية.. وكانت شفتاها تنفرجان عن ابتسامة خفيفة عندما ترانى .. وكان وجهها صامتا وحزينا .. ورأيت والدتها وكانت سيدة مسنة وشعرها أبيض كفروة الخروف الأبيض .. وكانت لاتتحرك إلا قليلا .. ثم الخادمة نجية .. وهذه هى الأسرة التى حلت مكان مدام مارى .. فى هذه الفيلا الجميلة ..

وكانت نعمات .. تخرج من الفيلا فى الصباح الباكر .. حاملة حقيبة صغيرة.. وعرفت أنها مدرسة فى مدرسة أجنبية فى الرمل .. وأنها أرملة .. ومات زوجها الشاب فى حادثة مروعة فأدركت سر حزنها ..

وكنت أحييها كلما وقع عليها نظرى فى الصباح بايماءة من رأسى .. ثم أصبحت أحييها بيدى ولسانى .. إذا تصادف وخرجنا إلى الشارع فى وقت واحد لنبتاع صحف الصباح من الغلام المقطوع الساق الجالس على الناصية ..

وكنت أقف وأتحدث معها قليلا .. إذا وجدتها عرضا فى الطريق .. أو فى محطة الرمل .. وكنت أرى فى عينيها النظرة المتجاوبة .. وبريق المودة .. وكنت صادق الرغبة فى توثيق الصلة بها .. فقد شعرت عندما التقيت بها لأول مرة بميل إليها وشفقة على جمالها الحزين ..

وكنت ألاحظ أن لا أحد يختلط بها وهى من جانبها لاتختلط بإنسان فى الطريق .. أو فى البيت .. فهى تعيش وحدها كالمنبوذة ..

وكانت تقطع الطريق من المدرسة إلى البيت وحدها .. وتسير دون رفيق .. صامتة تجتر أحزانها ..

وكان وجودها فى مدرسة أجنبية قد جعلها متحررة .. وكان من يراها وهى تسير بسرعة فى الشارع .. أو راكبة أو نازلة من الترام .. يتصور أنها أجنبية ..

ولكننى لم اشاهدها على البحر فى يوم الأحد وهو يوم العطلة عندها .. ولا فى ملهى أو كازينو على الشاطئ .. وإنما وجدتها ساعة الغروب واقفة عند محطة الأوتوبيس فى رشدى باشا وبيدها كتاب ..

فلما بصرت بى مرت على شفتيها ابتسامة .. وظهر السرور فى عينيها .. فتقدمت إليها ووقفت بجانبها .. وسألتها :
ـ أنازلة الإسكندرية ..؟
ـ نعم .. لأشترى شيئا .. من محطة الرمل وارجع بالترام ..
ـ أتسمحين بأن نجلس لحظات فى ماى فير .. وأوصلك بالسيارة .. ؟
ـ شكرا .. فى وقت آخر .. وأنت ترى أن ملابسى لا تناسب ..
ـ لابد أن يتغلب الطبع والعادات الشرقية .. برغم أنك فى مدرسة أجنبية ..
ـ أننى لم أفكر فى هذا .. وأنت مخطىء .. فاعذرنى .. وسنتقابل فى وقت آخر .. واتركه للظروف ..
ولم أقل لها شيئا .. وتناولت يدها الرخصة وأركبتها الأتوبيس ..

ووجدتها بعد ذلك بيومين سائرة فى طريق الحرية ولم تشعر بى إلا وأنا واقف بجوارها بسيارتى .. وسلمت عليها .. ونزلت من السيارة .. لأدعوها للركوب معى ..

فقالت :
ـ اننى معتادة أن أتمشى لأتريض .. وهذا أحسن لصحتى .. ثم أنا لا أركب سيارة ملاكى ..
ـ لا تجعلينى أسىء الظن بالمرأة المصرية .. وأتيقن أنه مهما يكن علمها وثقافتها ستظل جارية .. من رواسب القرون ..
ـ أنك لا تفهم .. يا سيد كمال .. لا تفهم اطلاقا ..
ـ أنك تخشين الناس .. ؟
ـ لا .. إن هذا ما دار بخلدى قط ..
ـ ماذا إذن .. ؟
فصمتت ثم قالت فى صوت خافت وصوتها يرتعش ..
ـ إنه مات فى حادث سيارة .. وكنت راكبة بجواره ..

ونظرت إلى بوجه صامت وعينين ساكنتين .. بدأ يسبح فيهما الدمع .. ولعنت نفسى على حماقتى .. فقد أثرت أشجانها .. وسحبتها من يدها وأركبتها السيارة .. وبدلا من أن أذهب إلى البيت ملت إلى شارع البحر .. وبعد أن تريضنا قليلا .. دخلنا كازينو يشرف على البحر ..

وجلسنا إلى مائدة قرب الخليج ... وطلبت لها عصير التفاح .. فأسرعت تقول :
ـ لا .. أننى سأشرب بيرة ستاوت ..
فطلبت لها زجاجة صغيرة .. ولنفسى كوبا من عصير الليمون ..

فقالت :
ـ وأنت ألا تشرب .. ؟
ـ أشعر بالخجل وأنا أقول لا ..
ـ لا تشرب .. ؟
ـ أجل ..
ـ هذا غريب من شاب فى هذا العصر ..
ـ إن الإنسان يشرب الخمر لأنه تعس ولأنه يهرب من الحياة .. وأنا أواجهها الآن بكل أعصابى ..
ـ أولم تشرب الخمر قط .. ؟
ـ شربتها حتى أرتويت .. وحتى تيقنت من قتلها لروح الإنسان .. وجسده .. إن الإنسان مخلوق عظيم .. أبدع وأجمل الكائنات .. فلماذا نقتله ... ونلوث روحه ..؟
ـ إن كلامك هذا لا يمنعنى من قتل نفسى .. أولا تدخن .. ؟
وكانت قد أشلعت سيجارة ..
ـ لا أدخن .. لأننى لا أقلد .. وأنت قلدت صاحباتك ..
ـ إن زوجى كان يدخن .. اعطانى أول سيجارة ..

وشعرت فى أعماقى بالاستياء .. لأنها تحدثنى فى أول لقاء لنا عن المرحوم زوجها .. ولكننى عذرتها .. إذ لابد أن يكون حبه قد تمكن من نفسها .. ولم تستطع الفكاك من أسره بعد .. ونظرت إليها وهى تدخن .. كأنها غانية فى ملهى .. وتشرب الخمر كأنها راقصة تفرغ أحزانها فى الكأس .. ولم أسألها عن شىء .. يحرك أشجانها .. وكنت أحدثها أحاديث مختلفة .. وأطرى دماثتها وجمالها ولين طباعها .. وكانت تنظر إلىَّ نظرات لينة متكسرة .. وتقول لى بعينها .. إننى أشكرك وأننى أستريح إليك .. واطمئن إلى مودتك ..

وقالت :
ـ أتسمح بأن أشرب .. زجاجة أخرى على حسابى ..
وطلبت لها الزجاجة .. وقلت :
ـ وهل أنت بخيلة إلى هذا الحد .. ؟
ـ لا .. وإنما تكفى الزجاجة الأولى .. وبعد قليل سأعشيك ..
ـ أتعشينى .. ؟ إن هذا لا يحدث حتى من فتاة أمريكية ..
ـ ولكننى أنا المصرية سأعشيك ..
ـ وأنا قبلت الدعوة .. بكل سرور ..
ـ شكرا ..
ـ هل أنت مستريحة إلى عملك فى المدرسة .. أم ترينه مرهقا .. ؟
ـ أننى أسعى إلى الارهاق .. لكى لا أجد الفراغ الذى أخلو فيه .. إلى نفسى .. إن نفسى تعذبنى ..
ـ لماذا تنظرين للحياة هكذا .. بمثل هذا المنظار الأسود .. ؟ إن كل السيدات يموت أزواجهن .. ولا يقتلن أنفسهن حسرات مثلك .. إن الأيام كفيلة بمسح أحزان البشر ..

فقالت بمرارة :
ـ ولكنه ليس بزوج واحد .. أنهم ثلاثة .. ماتوا جميعا فى حوادث مروعة .. حل بهم نحسى .. مساكين ..
ـ لماذا تعذبين نفسك بهذه الخرافة .. إنهم كانوا سيموتون هكذا .. لو تزوجوا بأيه امرأة أخرى ، هكذا أجلهم ..
ـ لا تكلمنى بمنطق أرسطو .. اننى أعرف .. نفسى .. وأرجو أن تبتعد عنى .. حتى لا يصيبك النحس .. الأبدى ..
ـ أتتكلم سيدة بمثل ثقافتك هذا الكلام .. ؟
ـ إن الإيمان بالخرافة غريزى .. وأنا أنذرتك .. فابتعد ..
وضحكت ..
ـ لماذا تضحك .. ؟
ـ سأجعلك تؤمنين بعكس ما تتصورين تماما .. وسنخرج غدا فى نزهة طويلة ..
ولم تقل شيئا .. وأخذت تشرب فى صمت ..

وعلى باب منزلها .. أمسكت بيدها وضغطت عليها .. فتركتها فى يدى ورأيت لأول مرة نور الحياة يلمع فى عينيها .. نور الأمل ..
وأقسمت أن يظل هذا النور مضاء ..

* * *

وفى الصباح الباكر .. نقرت على بابى .. وحملت إلىَّ بنفسها جميع جرائد الصباح .. وكان وجهها يفيض بالبشر .. وقد تزينت لأول مرة .. وتأنقت .. ولبست أجمل ثيابها ..
وبقيت معى حوالى ربع ساعة تتحدث وتضحك .. ولاحظت أنها ولدت من جديد .. عذراء ضاحكة كالوردة الجميلة ..
وانصرفت وهى تلوح لى بيدها ..

* * *

وفى الأصيل .. أخذنا طريق سموحة الزراعى .. إلى البحيرة .. وكنت أود أن أصطاد بعض السمك .. وأتمتع بالهدوء والجمال فى تلك البقعة ..

وتركنا السيارة فى منحدر بعيد عن الطريق .. وجلسنا على شاطئ البحيرة نصطاد وكان الهدوء يخيم والطبيعة ساكنة ..

وقالت :
ـ إذا اصطدنا شيئا .. سنتعشى به فى البيت .. حتى ولو كان سمكة صغيرة ..
واصطدنا سمكة متوسطة .. وسرت بها كثيرا ..
وعدنا إلى البيت .. وأخذت السمكة وشوتها سريعا ..
ووضعتها على مائدتى .. وجلسنا معا نأكل .. كأننا زوجان ..

* * *

وفى اليوم التالى توغلنا بالسيارة حتى اقتربنا من العامرية ..

وأوقفنا السيارة فى الصحراء .. وأمسكت بيدها .. ونظرى إلى السماء الصافية .. وإلى الصحراء الممتدة إلى مالا نهاية .. وسألتها :
ـ ما أمنيتك فى هذه اللحظة .. ؟
ـ أن نموت معا ..
فنظرت إليها فى دهشة .. وكان وجهها ساكنا ..

واستطردت :
ـ أن ندفع السيارة .. إلى هذا المنحدر .. وننتهى فى لحظة .. دون أن يشعر بنا إنسان .. لقد عشت ثلاثة أسابيع معك .. كأننى .. أحلق فى السماوات بجناحين .. وليس بعد هذا سعادة .. والحياة لا تعطى إلى النهاية.. وقبل أن تتحول عنا وتأخذ منا .. يجب أن ننتهى على طريقتنا .. ونختار النهاية ..
ـ أمامك .. الكثير من الحياة والأمل ..
ـ لا .. يجب أن ننتهى الآن .. عندما رأيتك لأول مرة وأنا أعطيك المصباح .. شعرت بقلبى ينتفض .. وبسيال كهربائى يسرى فى جسمى كله فيهزه ورأيت عينيك تبحثان فى أعماق عينى .. وكنت ألاحظك من النافذة .. ومن باب البيت .. وأقف الساعات الطوال أتأملك .. وأنت جالس وحدك .. فى حجرتك .. مستغرقا فى تأملاتك .. وأشعر بقوة مغناطيسية تجذبنى نحوك .. وظللت أقاوم .. وأقاوم .. وانا أرتعش حتى لمجرد سماع صوتك .. ولا أريد أن أقول لك أننى أحببتك .. لأن هذا ليس بحب .. ولكنه جنون .. وأنا أريد أن أموت الآن وتموت أنت معى .. لأننى لن أتركك لواحدة غيرى .. لن أتركك ..
ومسحت بيدى على جبينها ..
وقلت لها فى همس :
ـ سنعيش .. وستكونين سعيدة ولا داعى لهذه الأفكار ..

وأخذنا الطريق إلى الإسكندرية .. وكانت الطريق خالية فأسرعت .. والشمس تميل إلى الغروب .. وكان الهواء يداعب شعرها .. ويمر على وجهها .. وكانت ملقية برأسها إلى الوراء .. صامته كأنها لم تستفق من حلمها اللذيذ ..

وفجأة وأنا أسرع .. قفز غلام من تحت الجسر .. وظهر أمامى فى وسط الطريق .. فضغطت على الفرامل بكل قوتى .. وإنحرفت بالسيارة لأتجنب الإصطدام به ولم أشعر بنفسى إلا وأنا واقف بالسيارة على حافة البحيرة .. وعندما صرخت الفرامل طار الغلام .. أما نعمات فارتمت على صدرى .. ولما وجدتنى سليما أخذت تغمرنى بقبلاتها كالمجنونة .. وتمر بيديها على جسمى كله .. لتتأكد من سلامة كل عضو فيه .. وطوقتنى ..

وقالت وهى تشهق بالبكاء :
ـ أنزل وأمش .. أريد أن أراك ماشيا على رجليك .. أنزل
ـ الحمد للّه .. لم يحدث شىء ..
ـ أنزل .. وأمشى ..
ونزلت .. ووقفت بجانب السيارة .. ونزلت هى وأخذت تنظر إلىَّ فى وله .. كأنها لا تصدق أننى سليم ولم يحدث شىء .. وركعت .. ودارت بذراعيها حول ساقى وأخذت تهزنى وهى تبكى ورأسها مرفوع إلى وجهى .. فانحنيت وطمأنتها ..

وأصبحنا فى يوم الجمعة .. وكانت تعرف أننى راجع إلى القاهرة صباح السبت .. فأحسسنا معا بقرب الفراق .. وعرضت عليها ألا تذهب إلى المدرسة لنمضى النهار كله معا .. فقبلت مسرورة .. ومضينا النهار على الشاطئ فى مكان منعزل .. وفى الليل ذهبنا إلى المدينة لنتعشى ونستمع إلى الموسيقى فى اثنيوس .. ولم تشرب خمرا على العشاء وقالت لى أنها لن تضع الخمر فى فمها مادمنا حبيبين ، وكانت مسرورة لهذا القرار وتحدثنا عن المستقبل .. وعرفت أننى عائد إلى الإسكندرية بعد شهرين .. لأعيش معها ولا أتركها وحيدة قط ..

ولما رجعنا إلى البيت قلت لها وأنا أضغط على يدها فى الظلام ..
ـ إن هذه آخر ليلة لنا .. وأريد أن أودعك .. قبل سفرى ..
ـ كيف .. ؟
ـ سأنتظرك فى منزلى ..
وأحمر وجهها ..

وقالت :
ـ أننى لا أستطيع أن أفعل ذلك .. فلماذا تطلب منى هذا الطلب .. ؟
ــ لأننى أحبك ..
ـ ولكن إذا رآنى .. إنسان .. ماذا يكون .. مصيرى .. إنك لست بمراهق .. هذا جنون ..
ـ سأنتظرك .. ولن أنام حتى تأتى ..
ـ لن أحضر ..
وقالت هذا بغضب .. فتركتها ودخلت بيتى ودفعت الباب ورائى بعنف ..

* * *

وحتى الساعة الثانية صباحا .. لم أخلع ملابسى ولم أذهب إلى الفراش .. وأخذت أروح وأجىء فى صالة البيت كالنمر المحبوس فى قفصه .. وكنت غاضبا وقلقا .. وأخذت ألعن الأقدار التى ألقت بهذه المرأة فى طريقى .. وثرت عليها ولو كانت معى فى تلك الساعة لسحقتها .. أو خنقتها .. فقد كنت فى حالة جنون مطبق ..

وفى الساعة الرابعة سمعت الباب يفتح .. ورأيتها داخلة .. بخطى متثاقلة وجريت إليها وسلمت عليها ..
وبقينا كذلك إلى الصباح ..

* * *

وفى الصباح وقفت على الباب تودعنى وقالت :
ـ كلمنى فى التليفون .. عندما تصل .. إلى استراحة شل .. وعندما تصل الهرم .. وعندما تصل .. إلى مصر الجديدة .. كلمنى سأظل بجانب التليفون طول اليوم ..
كانت تخاف الأقدار ..
* * *

ولم أكلمها .. فقد أصبت فى حادث تصادم وقع لسيارتى قبل أن أبلغ استراحة شل .. ونقلت إلى أقرب مستشفى .. وعندما عدت إلى رشدى أرسلت إليها برقية أنبئها باننى وصلت سالما ..

===============================
) نشرت بمجلة الجيل الجديد فى 6/ 12/ 1954 وأعيد نشرها فى مجموعة قصص لمحمود البدوى بعنوان (الجمال الحزين) وبمجموعة " قصص من الإسكندرية " من تقديم واعداد على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى ـ الناشر مكتبة مصر 2002
=================================

ليست هناك تعليقات: